الإعجاز العلمي في أدنى بقعة على اليابسة (الأرض) | سلطان العرب -
» » الإعجاز العلمي في أدنى بقعة على اليابسة (الأرض)



سورة الروم
بسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)


جاء في أطلس تاريخ الإسلام للأستاذ الفاضل حسين مؤنس:


"وعندما تولى هرقل عرش الروم سنة 610 م (وهي سنة البعثة المحمدية) كان الفرس قد اجتاحوا بلاد الشام ومصر وهزموا البيزنطيين سنة 613 م عند أنطاكية , واستولوا على فلسطين والقدس سنة 614 م , وغزوا مصر ودخلوا الإسكندرية سنة 618 م أو 619 م , وبعد أن أقام هرقل دولته بدأ قتال الفرس سنة 622 م , وفي سنة 627 م أنزل بهم هزيمة قاصمة قرب نينوى, واسترد منهم أراضي الدولة البيزنطية في أرمينيا والشام وفلسطين ومصر , وفي سنة 630 م استعاد بيت المقدس.


ومن استقراء كل هذه التواريخ السابقة يتضح أن هزيمة الروم الحقيقية على أيدي جيوش الفرس كانت في حدود سنة 614 م إلى 615 م , وأن استعادتهم النصر على الفرس كانت في حدود سنة 624 م , واستمر تقدم الروم على أرض الفرس حتى تم لهم استعادة بيت المقدس".


لقد تحقق ما وعد به الله عزوجل في هذه الآيات من انتصار الروم، وفرح المؤمنون وازداد فرحهم بعد ذلك بعد أن انتصروا على المشركين في بدر،
غير أن ما معنى قوله تعالى: "أدني الأرض"؟ 


رأى السابقون من العلماء والمفسرين أن كلمة "أدنى الأرض" تعنى الأرض الأقرب إلى الشام، وهو تفسير صحيح تقبله اللغة وتؤيده ما وصلوا إليه من علم في ذاك الزمان، غير أن العلم الحديث أثبت أن القرآن الكريم سبق العصر الحديث بكشف علمي لم يظهر إلا حديثا.


يقول الدكتور زغلول النجار في مقال له عن هذه المعجزة:


أكدت الدراسات الحديثة أن منطقة حوض البحر الميت , بالاضافة إلى كونها أقرب الأراضي التي كان الروم يحتلونها إلى الجزيرة العربية هي أيضا أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا , حيث يصل منسوب سطح الأرض فيها إلى حوالي الأربعمائة متر تحت متوسط مستوى سطح البحر , وأن هذه المنطقة كانت من مناطق الصراع بين إمبراطوريتي الفرس والروم , وأن المعركة الحاسمة التي أظهرت جيوش الفرس على جيوش إمبراطورية روما الشرقية ( الإمبراطورية البيزنطية ) لابد أنها وقعت في حوض البحرالميت , وأن الوصف بـ (أدنى الأرض) هنا كما يعني أقربها للجزيرة العربية , يعني أيضا أنها أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا , وهذه الإشارة القرآنية العابرة تعتبر من السبق العلمي في كتاب الله , لأن أحدا لم يكن يعلم هذه الحقيقة في زمن الوحي بالقرآن الكريم , ولا لقرون متطاولة من بعده.


ويضيف الدكتور النجار: 


"ثبت علميا بقياسات عديدة أن أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا هو غور البحر الميت , ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء الغور انخفاضا , حيث يصل مستوى منسوب سطحه إلى حوالي أربعمائة متر تحت مستوى سطح البحر , ويصل منسوب قاعه في أعمق أجزائه إلى قرابة الثمانمائة متر تحت مستوى سطح البحر , وهو بحيرة داخلية بمعنى أن قاعها يعتبر في الحقيقة جزءا من اليابسة .


وغور البحر الميت هو جزء من خسف أرضي عظيم يمتد من منطقة البحيرات في شرقي إفريقيا إلى بحيرة طبريا , فالحدود الجنوبية لتركيا , مرورا بالبحر الأحمر , وخليج العقبة , ويرتبط بالخسف العميق في قاع كل من المحيط الهندي , وبحر العرب وخليج عدن , ويبلغ طول أغوار وادي عربة -البحر الميت - الأردن حوالي الستمائة كيلومتر , ممتدة من خليج العقبة في الجنوب إلى بحيرة طبريا في الشمال , ويتراوح عرضها بين العشرة والعشرين كيلومترا .

ويعتبر منسوب سطح الأرض فيها أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا حيث يصل منسوب سطح الماء في البحرالميت إلى 402 مترا تحت المستوى المتوسط لمنسوب المياه في البحرين المجاورين :


الأحمر والأبيض المتوسط , وهو أخفض منسوب أرضي على سطح اليابسة كما يتضح من الأرقام التالية :

منسوب سطح الأرض في وادي عربة =355 ـ 400 م تحت مستوى سطح البحر .
منسوب أعمق نقاط قاع البحرالميت =794 م تحت مستوى سطح البحر .
منسوب سطح الماء في البحرالميت =402 تحت مستوى سطح البحر .
مستوى سطح الأرض في غور الأردن =212 ـ 400 م تحت مستوى سطح البحر .
منسوب سطح الماء في بحيرة طبريا =209 م تحت مستوى سطح البحر .
منسوب قاع بحيرة طبريا =252 م تحت مستوى سطح البحر .
منسوب سطح الأرض في قاع منخفض القطارة في شمال صحراء مصرالغربية =133 م تحت مستوى سطح البحر .


منسوب سطح الأرض في قاع وادي الموت / كاليفورنيا =86 م تحت مستوى سطح البحر .


منسوب سطح الأرض في قاع منخفض الفيوم / مصر =45 م تحت مستوى سطح البحر .


ويتراوح عمق الماء في الحوض الجنوبي من البحر الميت بين الستة والعشرة أمتار , وهو بذلك في طريقه إلى الجفاف , ويعتقد أنه كان جافا إلى عهد غير بعيد من تاريخه , وكان عامرا بالسكان , وأن منطقة الأغوار كلها من وادي عربة في الجنوب إلى بحيرة طبريا في الشمال كانت كذلك عامرة بالسكان منذ القدم حيث عرف البحر الميت في الكتابات التاريخية القديمة , ووصف بأسماء عديدة من مثل بحر سدوم، بحيرة لوط، بحيرة زغر , البحر النتن , بحر عربة , بحر الأسفلت والبحر الميت , وذلك لأن المنطقة اشتهرت بخصوبة تربتها , ووفرة مياهها فعمرتها القبائل العربية منذ القدم , واندفعت إليها من كل من العراق والجزيرة العربية وبلاد الشام.


وخلاصة القول:


أن منطقة أغوار وادي عربة - البحرالميت - الأردن تحوي اخفض أجزاء اليابسة على الإطلاق , والمنطقة كانت محتلة من قبل الروم البيزنطيين في عصر البعثة النبوية الخاتمة , وكانت هذه الإمبراطورية الرومانية يقابلها ويحدها من الشرق الإمبراطورية الفارسية الساسانية , وكان الصراع بين هاتين الإمبراطوريتين الكبيرتين في هذا الزمن على أشده , ولابد أن كثيرا من معاركهما الحاسمة قد وقعت في أرض الأغوار , وهي أخفض أجزاء اليابسة على الإطلاق , ووصف القرآن الكريم لأرض تلك المعركة الفاصلة التي تغلب فيها الفرس على الروم في أول الأمر بـ(أدنى الأرض) وصف معجز للغاية لأن أحدا من الناس لم يكن يدرك تلك الحقيقة في زمن الوحي , ولا لقرون متطاولة من بعده , وورودها بهذا الوضوح في مطلع سورة الروم يضيف بعدا آخر إلى الإعجاز التنبؤي في الآيات الأربع التي استهلت بها تلك السورة المباركة، ألا وهو الإعجاز العلمي".

المصدر : وطنا للأخبار + موقع الدكتور زغلول النجار

سلطان العرب

«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

أرسل تعليق